مقدّمة في فلسفة التربية

يفتح المساق بابا لأساليب المعرفة والنقاش حول مفهوم التربية. سنتعرّف على المفكّرين المركزيّين والقضايا المركزيّة في مجال فلسفة التربية، وبالمناسبة، هكذا سنفتح توجّها نقديّا للحياة عامّة والتربية خاصّة، سنطّور فلسفة تربويّة ونستعرض نماذج إنسانيّة مثاليّة – وكلّ ذلك بهدف التمسّك بالقيم المثلى والمحفّزة للحقّ، والمنطق والعدالة.

يركّز المساق على كون الإنسان المصوّر الأساسيّ لمصيره وعلى المربّي كطرف حاسم في تحديد أهداف التربية وتحقيقها. جوهر الأمور والمهمّات المدمجة في المساق تهدف إلى تحفيزكم لتفكّروا بشكل مستقلّ وتبنوا موقفا خاصّا بكم، وأن تأقلموا أنفسكم مع الرؤية الفلسفيّة، التي تسعى من جهة لإثراء الحياة بأسس الحقّ، العدل والجمال، ومن جهة أخرى تحافظ على وعي تأمّليّ ونقديّ في كلّ ما يتعلّق بمعنى الأمور، وقتها وقيمتها.

يتكوّن المساق من ثلاثة مركّبات أساسيّة تشكّل عمليّة التعليم:

• المركّب الأوّل ذو طابع تحليليّ- اصطلاحيّ الذي يتناول: (أ) تمييز العمل التربويّ من خلال طرق تأثير أخرى مثل التدريس، التلقين، تنشئة اجتماعيّة، تأهيل مهنيّ ودعاية؛ (ب) تمييز الفلسفة التربويّة من المجالات: علم الاجتماع التربويّ، وعلم النفس التربويّ؛ (ت) تمييز الحوار النظريّ- المحايد من الحوار الطبيعيّ- التحكيميّ، (ث) تمييز الفكر الأكاديميّ الفلسفيّ من الفكر الأسطوريّ، الدينيّ، الأيديولوجيّ والمعرفيّ- التجريبيّ.
• المركّب الثاني يتناول الفكر الفلسفيّ، الأخلاقيّ والتربويّ الذي يبرز لدى مفكّري التربية في تاريخ الحضارة الغربيّة، من سقراط وحتّى يومنا هذا. النقاشات التي ترتكز عليها كتابات المفكّرين المختلفة، علاقتها بالسياق التاريخيّ والمجتمع الذي نعيش فيه- في المفاهيم الاجتماعيّة- الثقافيّة من جهة وفي مفاهيم التطبيقات التربويّة في التجارب المعاصرة من جهة أخرى.
• المركّب الثالث للمساق يتناول قضايا مركزيّة في التربية في زمننا، مثل: سلوكيّات مهنيّة وتربية أخلاقيّة، تنمية تربويّة من خلال الفنون والتوجّهات المعاصرة في التربية الإنسانيّة.

منهج تدريس المساق: التعليم في المساق هو تعليم فعّال. كلّ وحدة تعليميّة توجّه نحو مهمّة، وظيفة أو نقاش ضمن مجموعة المتعلّمين التي ستصلون إليها عبر محاضرات قصيرة، نصوص من مصادر مختلفة ومتعدّدة وأفلام مرافقة. تتطلّب عمليّة التدريس منكم مهارات تفكير، حساسيّة، خيال، نقد، تفسير ومشاركة وجدانيّة، والتي هي في الأساس أسس ضروريّة لوظيفة المعلّم، وكذلك لكلّ إنسان في المجتمع المعاصر.